> "لقد نفد الطريق أمام الوقود الأحفوري"، بهذه العبارة القاطعة، افتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خطابه الأخير في مؤتمر المناخ.
ومع هذه الجملة، بات من الواضح أن المعركة ضد تغير المناخ لم تعد مجرد أمنيات، بل بدأت تتحول إلى واقع عالمي ملموس.
وفقًا لأحدث تقارير وكالة الطاقة الدولية، تجاوزت كلفة إنتاج الطاقة المتجددة (الشمسية والرياح) كلفة الوقود التقليدي في 91% من بلدان العالم، وهي لحظة يُنظر إليها كنقطة "لا عودة" في مسار التحول المناخي.
الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة تضاعفت منذ عام 2020، مدفوعة بتوجه الأسواق، وتغير المزاج الشعبي، والتزامات سياسية طموحة مثل الصفقة الخضراء الأوروبية، وخطة "صفر انبعاثات" في الصين بحلول 2060.
لكن التحوّل ليس بلا تحديات؛ فالدول النامية ما زالت تفتقر للبنية التحتية والتمويل.. وهنا، يؤكد غوتيريس أن العدالة المناخية يجب أن تكون في صُلب التحول: دعم الجنوب العالمي، والتكنولوجيا المفتوحة، وشراكات لا تقوم على الاستغلال بل على التمكين.
نحن نعيش الآن لحظة تاريخية في التحول المناخي، ليست فقط أخلاقية، بل اقتصادية بامتياز.. ومن لا يواكب هذا التحوّل، سيتخلّف ليس فقط عن الركب البيئي، بل عن مستقبل الاقتصاد.