تعيش تونس على وقع أزمة متصاعدة في قطاع الصحة، بعد إعلان المنظمة التونسية للأطباء الشبان عن انسحاب منظوريها من المستشفيات العمومية ابتداءً من يوم الثلاثاء 1 جويلية 2025، في خطوة احتجاجية جاءت على خلفية فشل المفاوضات مع وزارة الصحة بشأن جملة من المطالب المهنية.
ويطالب الأطباء الشبان، وهم طلبة طب في مراحلهم المتقدمة إضافة إلى المقيمين والمتخصصين، بتحسين ظروف العمل داخل المستشفيات، ومنحهم الحق في اختيار مراكز التربصات، عوضاً عن التعيينات المفروضة من قبل الوزارة بالتنسيق مع كليات الطب. كما تشمل مطالبهم صرف منحة خطر العدوى، وتحسين منحة الإقامة، وتوفير مرونة أكبر في إجراءات المصادقة على التربصات المهنية.
رئيس المنظمة، وجيه ذكار، أكد أن القانون المنظم للدراسات الطبية يمنح الأطباء الشبان حرية اختيار مراكز التربص ولا يفرض عليهم تعيينات إلزامية، مشيراً إلى أن مدة التربص لا تتجاوز ستة أشهر بحسب النص القانوني، محذراً من محاولات الوزارة لتجاوز هذا الإطار القانوني.
من جهتهم، أشار الأطباء الشبان إلى أن هذا التحرك يأتي بعد سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات التي نُفذت منذ أفريل الماضي، بينها إضراب شامل دام خمسة أيام. ويرى المحتجون أن انسحابهم من العمل سيلقي بظلاله على الخدمات الصحية، خاصة أن المستشفيات تعتمد بشكل كبير على جهودهم، لا سيما في المدن الكبرى مثل تونس وسوسة وصفاقس.
وفي المقابل، دعت وزارة الصحة جميع الأطباء المقيمين الذين أتموا اختيار مراكز تربصاتهم إلى الالتحاق بمراكز عملهم، بينما طالبت بقية الأطباء بمواصلة العمل في مراكز تعيينهم الحالية.
التحركات الاحتجاجية رفعت شعار "تمرمدنا"، في إشارة إلى ما يصفه الأطباء الشبان بسوء المعاملة والتنكيل وغياب أبسط حقوقهم وفق وصفهم، داعين المواطنين إلى دعم قضيتهم باعتبارها دفاعاً عن جودة الخدمات الصحية ومستقبل القطاع العمومي في تونس.