عاجل
-‎تونس تسجّل عجزًا تجاريًا قياسيًا يتجاوز 11,9 مليار دينار في نهاية جويلية 2025- ‎رحيل فاضل الجزيري... وداع مؤثر لعملاق المسرح والفن التونسي
BTC: $45,230 (+2.3%) ETH: $3,180 (-1.2%) الدينار التونسي: 3.15 دولار النفط: $82.45 (+0.8%) الذهب: $1,950 (-0.5%)
حوارات وتحقيقات

‎بين التنوع والهوية: هل يمكن أن تكون التعددية محافظة؟

01 Jul 2025
الاقتصاد التونسي



‎في خضم الجدل المتواصل حول الهجرة، التربية الجنسية، وقضايا النوع الاجتماعي، يظهر تيار جديد في الفكر الغربي يطرح سؤالاً معقداً: هل يمكن للتعددية الثقافية أن تتعايش مع القيم المحافظة؟ الجواب ليس بسيطاً، لكنه يفتح باباً لتفكيك الثنائية التقليدية التي تفترض أن التنوع مرادف بالضرورة للتقدّمية.
‎نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالة تتناول هذه الفرضية الجديدة، موضحة أن كثيراً من المهاجرين أو المجتمعات "المنوّعة" لا يتبنون بالضرورة قيماً ليبرالية. بل في كثير من الحالات، يتمسكون بمرجعيات دينية وأسرية تقليدية. هذا ما يجعل الصراع الثقافي في الغرب، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا، أكثر تعقيداً مما يبدو.
‎فالتحالفات السياسية الجديدة باتت تتشكل ليس على أساس العرق أو اللغة، بل على أساس التوجهات القيمية. فترى بعض الأقليات المحافظة تتقاطع مع التيارات اليمينية في مواقفها من التعليم، الأسرة، وحتى قضايا الهوية، بينما تختلف جذرياً معها في قضايا أخرى كالمساواة أو الهجرة.
‎هذا التداخل يفرض على الأحزاب الليبرالية مراجعة خطابها التقليدي الذي يربط التعددية بتحرر كامل من القيم المحافظة. كما يدفع التيارات المحافظة إلى إعادة تعريف نفسها ليس فقط من حيث اللون أو اللغة، بل أيضاً من حيث الأهداف الثقافية.
‎في النهاية، السؤال الحقيقي لم يعد: "من نحن؟" بل "كيف نعيش معاً؟"
‎والإجابة قد تكون في القدرة على تجاوز التصنيفات الجاهزة، والاعتراف بأن التعددية لا تُبنى فقط على حرية الفرد، بل أيضاً على احترام عمق التجذّر الثقافي والقيمي لدى الآخرين.


1,245 مشاهدات