في السنوات الأخيرة، ارتبطت طفرة الذكاء الاصطناعي (AI) في الأسواق العالمية باسم شركة NVIDIA، التي لعبت دورًا محوريا في توفير الشرائح الرسومية (GPUs) الضرورية لتدريب النماذج الضخمة مثل ChatGPT وGemini.
لكن في عام 2025، بدأت علامات تحول واضحة في مشهد الاستثمار بالذكاء الاصطناعي، تُبرز شركات جديدة وصاعدة تتحدى هذا الاحتكار التقني.
توسع الاستثمارات خارج نطاق الشرائح
في السابق، كان التركيز منصبًا على البنية التحتية، خصوصًا المعالجات، الآن، يتحول اهتمام المستثمرين إلى البرمجيات، المنصات، والخدمات الذكية التي تقدم حلولاً جاهزة للمستهلك والمؤسسات..
على سبيل المثال، شركة Palantir Technologies تشهد قفزات قوية في تقييمها السوقي بفضل منتجاتها التحليلية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، الموجهة للقطاع الحكومي والخاص.
منافسة شرسة في مجال البرمجيات التوليدية
من بين أبرز اللاعبين اليوم، تبرز شركات مثل OpenAI (بالشراكة مع مايكروسوفت) وAnthropic وMistral AI. تقدم هذه الشركات نماذج لغوية متقدمة تُستخدم في توليد النصوص، الصور، وحتى الفيديو، مما يجذب انتباه قطاع الإعلام، التعليم، والرعاية الصحية.
شركات البنية التحتية السحابية تتسابق نحو الريادة
إلى جانب الشركات المختصة بالنماذج، فإن عمالقة الحوسبة السحابية مثل Amazon (AWS) وGoogle Cloud وMicrosoft Azure يضخّون استثمارات ضخمة لتمكين الشركات من استخدام الذكاء الاصطناعي عبر خدمات سهلة الوصول ومخصصة.
القطاع الصناعي يدخل اللعبة
شركة مثل Siemens تستثمر الآن في منصات ذكاء اصطناعي لأتمتة المصانع، وتقليل الهدر، وتحسين التنبؤ بالإنتاج. كما تسعى GE Vernova إلى دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، لتحليل استهلاك الطاقة والتنبؤ بالأعطال.
تحولات جذرية في معنويات المستثمرين
بيانات حديثة من بورصة ناسداك تُظهر أن مؤشر أسهم الذكاء الاصطناعي خارج NVIDIA قد ارتفع بنسبة 19.4% منذ بداية العام، مقارنة بـ11.2% فقط لـNVIDIA خلال نفس الفترة.
هذا الفارق يعكس بداية انتقال الثقل الاستثماري إلى ما بعد البنية التحتية.
بينما لا تزال NVIDIA تحتفظ بموقع ريادي، فإن مشهد الذكاء الاصطناعي اليوم أصبح أكثر تنوعًا وتعقيدًا. المستثمر الذكي لم يعد يبحث فقط عن من يصنع الشريحة، بل عن من يستخدمها بأذكى الطرق..
مستقبل الذكاء الاصطناعي سيكون ملكًا لأولئك القادرين على تحويل التقنية إلى قيمة عملية يومية.
هل نحن أمام فجر جديد تتقاسم فيه الشركات الناشئة والقديمة زمام الابتكار؟ يبدو أن الإجابة بدأت تتضح بالفعل.