سجّل العجز التجاري لتونس ارتفاعًا مقلقًا بنسبة 23.5% خلال النصف الأول من سنة 2025 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، ليبلغ نحو 9.9 مليار دينار، مقابل 8.017 مليار دينار، وفق مؤشرات المعهد الوطني للإحصاء.
وانخفضت نسبة تغطية الواردات بالصادرات إلى 76.2% بعد أن كانت 79.9% العام الماضي، ما يعكس تزايدًا في الفجوة بين ما تستورده البلاد وما تصدّره.
ويرجع هذا التفاقم أساسًا إلى عجز قطاع الطاقة الذي بلغ 5.214 مليار دينار، إلى جانب المواد الأولية ونصف المصنعة (3.257 مليار دينار)، ومواد التجهيز (1.588 مليار دينار)، إضافة إلى المواد الاستهلاكية (663 مليون دينار). في المقابل، سجّلت المواد الغذائية فائضًا قدره 824 مليون دينار.
وباستثناء قطاع الطاقة، بلغ عجز الميزان التجاري 4.685 مليار دينار، أي أن الطاقة وحدها تمثل أكثر من نصف العجز الكلّي.
في ما يخص الصادرات، تراجعت بشكل طفيف إلى 31.773 مليار دينار مقابل 31.953 مليار دينار سنة 2024. وشهد قطاع الطاقة انخفاضًا كبيرًا في الصادرات بنسبة 36.3%، نتيجة تراجع صادرات المواد المكررة (245.6 مليون دينار مقابل 950.4 مليون دينار). كما تراجعت صادرات زيت الزيتون بـ19.1% لتبلغ 2.346 مليار دينار فقط، بعد أن كانت 3.406 مليار دينار.
في المقابل، ارتفعت الواردات إلى 41.674 مليار دينار، مقابل 39.971 مليار دينار العام الماضي. وشملت الزيادة بالخصوص مواد التجهيز (+17.6%)، المواد الأولية ونصف المصنعة (+6.2%)، والمواد الاستهلاكية (+11.6%). أما واردات الطاقة فقد تراجعت بنسبة 16.3%.
وعلى مستوى التبادل مع الخارج، مثّلت صادرات تونس نحو الاتحاد الأوروبي 70.3% من إجمالي الصادرات، بقيمة 22.348 مليار دينار، في حين نمت الصادرات نحو بعض الشركاء كألمانيا (+15.2%) وفرنسا (+4.8%) وهولندا (+12.4%)، لكنها تراجعت بشكل لافت نحو إيطاليا (-7.1%) وإسبانيا (-31.9%).
عربيا، سجّلت تونس تطورًا هامًا في صادراتها نحو ليبيا (+18.7%)، المغرب (+40.9%)، الجزائر (+27.8%)، ومصر (+44.7%).
أما على مستوى الواردات، فبلغت مشتريات تونس من الاتحاد الأوروبي 18.354 مليار دينار (+4.3%)، في حين زادت وارداتها من الصين بشكل كبير (+37.7%)، وتركيا (+15.4%). وسُجّل تراجع في الواردات من روسيا (-20.1%) والهند (-16.5%).
تواصل هذه المؤشرات دق ناقوس الخطر بشأن توازن الميزان التجاري، خاصة مع هشاشة صادرات الطاقة وتقلص عائدات زيت الزيتون، أحد أبرز موارد العملة الصعبة في البلاد.