عاجل
-‎تونس تسجّل عجزًا تجاريًا قياسيًا يتجاوز 11,9 مليار دينار في نهاية جويلية 2025- ‎رحيل فاضل الجزيري... وداع مؤثر لعملاق المسرح والفن التونسي
BTC: $45,230 (+2.3%) ETH: $3,180 (-1.2%) الدينار التونسي: 3.15 دولار النفط: $82.45 (+0.8%) الذهب: $1,950 (-0.5%)
الثقافة

‎زياد الرحباني يرحل بصمت... وترثيه ألحانه في صوت فيروز..

26 Jul 2025
الاقتصاد التونسي


‎لم تكن العلاقة بين فيروز وابنها زياد الرحباني مجرّد صلة دم، بل حكاية استثنائية نسجتها الألحان والكلمات والسكوت الذي كان أبلغ من الكلام.
‎هي الأم التي لم تتحدث كثيرا، وهو الابن الذي حمل وجعها وغنّى عنهما معًا.
‎ولد زياد عام 1956 من أسطورتين: فيروز، الصوت الذي ألّف بين القلوب، وعاصي الرحباني، العقل الذي غيّر ملامح الموسيقى اللبنانية.
‎نشأ بين النوتات والمسرح والاختلاف، وتكوّنت هويته الفنية بين ظلال هذين العملاقين.
‎عام 1973، لحّن زياد لفيروز أولى أغنياته: "سألوني الناس"، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة. ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلة فنية وإنسانية نادرة بين أم وابن، تحوّلت فيها فيروز من رمز سماوي إلى امرأة حقيقية، تعيش الحب والفقد والخذلان بصوتٍ جديد.
‎زياد لم يكن فنانا تقليديا، تمرّد على كل شيء، حتى على إرثه.. لكنه ظلّ وفيا لأمه، يصف صوتها بأنه يشبه "الصمت الذي يفكر بصوت عالٍ". رغم خلافاته العائلية وتوتراته، بقي يرى في فيروز مرآته الأصدق، وصوته الداخلي.
‎فيروز بدورها لم تصدر يومًا تصريحًا عنه، لم تمتدحه، ولم تردّ على الانتقادات.. لكنها فعلت ما هو أصدق: غنّت كلماته وألحانه أكثر من أي ملحن آخر بعد الأخوين رحباني.. وهكذا كتبا معا فصلًا جديدًا من الموسيقى اللبنانية، مليئًا بالصدق والحميمية.
‎برحيل زياد، تخسر فيروز أكثر من ابن، تخسر رفيق درب فني، وصوتًا كان يتحدث عنها بلغة لا تحتاج إلى تفسير. وكعادتها، اختارت الصمت.. لكن هذا الصمت، هذه المرة، كان المرثية الأبلغ.
‎رحل زياد... وبقيت الأغنية.. بقيت كأنها النغمة الأخيرة في قصة لم تنتهِ.


1,245 مشاهدات